lunedì 18 giugno 2012

Anche in arabo l'intervento sull'industria dell'indignazione

Ringrazio i traduttori per il loro lavoro [DL].



من الحرب على إسبانيا عام 1898 الى الحرب على سورية
أسبقية الولايات المتحدة في الفبركة الإعلامية


De la guerre contre l'Espagne de 1898 à la guerre contre la Syrie.
 Le primat
 étasunien de la désinformation.

الحرب والسخط.. وبناء العدو
دومينيكو  لوسيردو

Guerre, indignation et construction de l’ennemi
Domenico Losurdo
من أجل التوضيح بشأن الحملة الإعلامية والعسكرية المتعددة الأطراف التي تعمل ضد سورية، أعيد –هنا- استنساخ مقتطف من كتابي "التعديلية في التاريخ.. المشاكل والأساطير" (ترجمه من الإيطالية جان ميشيل غو، 2006/ ألبين ميشال، باريس).
(منشور على مدونة المؤلف بتاريخ 12 جوان 2012 (:http://domenicolosurdo.blogspot.fr/).
.."بالتأكيد، منذ الأزل، كانت الصراعات مصحوبة دائما بمحاولات التشهير بالعدو، وبناء دعاية ذكية منسوجة من الأكاذيب. يتعلق الأمر بسلاح يستخدم ضد جماعات عرقية معينة، تعتبر غريبة عن الحضارة. وترمى بوصمة عار "البربرية" من خلال الإشارة إلى ممارساتها "الوحشية".
في أمريكا، تم تصوير الهنود الحمر بطريقة مثيرة للاشمئزاز إلى حد يقضي بالمضي في إزالتهم من على وجه الأرض بقسوة. ان الحرب الإبادية التمييزية ضد السكان المستعمرين، سواء كانت خارجية أو داخلية في الحاضرة، مبررة بطريقة تجردهم من إنسانيتهم، يتم الحصول عليها عن طريق اختراع خالص من "الفظائع"، أو من التضخيم والقراءة الأحادية الجانب للأعمال الوحشية التي ارتكبت حقا. يمكن ان نضع في هذا السياق أسطورة طقوس قتل، نسبت لليهود على مدى قرون، لختم ظاهرهم المستعصي على الحضارة، على هذا النحو.
وفي الدرجة التي يتضمن فيها سخط الصراعات بين شعوب "متحضرة" طرد العدو خارج المجتمع المدني، نستخدم ضده سلاحا تقليديا مخصصا للقتال ضد "البرابرة". وهكذا، يمضي كل من الطرفين المتحاربين قدما، خصوصا الشمال، في حرب انشقاق.
لكننا في هذا القرن، نشهد نقلة نوعية. ففي الوقت الذي عُرفت صناعة الموت على نطاق واسع، ظهرت صناعة الأكاذيب أو أنصاف الحقائق على نطاق واسع، من اجل تجريم العدو وتدمير صورته.
لقد تم فعلا تحضير الحرب الاسبانية الأمريكية، التي اختتمت القرن التاسع عشر وافتتحت العشرين، إيديولوجيا من طرف الولايات المتحدة، من خلال نشر "نقاط" ملفقة من كل جانب، وصمت الإسبان كمسؤولين عن إعدام السجناء العزل، وذبح 300 امرأة كوبية [1]. وكان هناك مزيد من التصعيد إبان الحرب العالمية الأولى. ومع ان المعسكرين كليهما طوراها، فإن حملة القذف قد سجلت بسرعة غلبة واضحة للوفاق.
وقد بدأت الاستنكارات الغربية للفظائع الألمانية مع انتهاك الألمان حياد بلجيكا في أوت/آب من عام 1914. لقد قيل ان الألمان اغتصبوا النساء، وحتى الأطفال، وأنهم خوزقوا الرجال وصلبوهم، وأنهم قطعوا الألسن والأثداء، وثقبوا العيون واحرقوا قرى بأكملها. لم تكن هذه الأخبار منشورة في صحف الفضائح فقط، بل وكانت تحمل أيضا تواقيع كتاب مشهورين، من جون بوشان الى آرثر كونان دويل، وأرنولد توينبي، على سبيل المثال لا الحصر [...].
إننا نعرف الآن أن الشهادات والبيانات والصور التي وثقت فظائع ألمانيا في ذلك العصر، كانت كلها نتيجة تلاعب ذكي، وفر إسهامه الجيد لصناعة السينما الأميركية الناشئة، حيث شهدت كواليس ولاية نيوجيرسي تصوير مشاهد عن السلوك الهمجي والوحشي لقوات "غيوم" في بلجيكا !! [3].
هناك سمتان لـ"الفظائع" التي تعزى إلى الألمان تدعوان –خاصة- الى التأمل: ان اغتصاب النساء وقطع الأثداء يعودان بنا مجددا إلى تمثيلات الإيديولوجية الرسمية التي سعت من خلالها الولايات المتحدة إلى إثارة كل من "القلق الجنسي والقلق العنصري" ضد الهنود [4]. ثم هناك الرجال "المصلوبون": مثلما تنسب الآن إلى الألمان ممارسة طقوس في القتل.

ترجمة: خالدة مختار بوريجي

هامش
[1] ميليس، 1989، ص. 60.
[2] لاكور، 1995، ص. 18-19.
[3] جلبرت، 1994، ص. 432.
[4] غالوي، عام 1995. 

Nessun commento: